بغداد/ عراق اوبزيرفر
تمكن العراق بعد عام 2003 من رفع مستوى إنتاجه النفطي بشكل ملحوظ بفضل الانفتاح على الشركات الدولية المتخصصة في الطاقة، من خلال نظام التعاقد الجديد المسمى بجولات التراخيص، فارتفع الإنتاج من ثلاثة ملايين برميل يوميًّا عام 2003، إلى أكثر من 4.22 ملايين برميل في الربع الأخير من عام ، 2023 .
ويشكل قطاع النفط والغاز في العراق شريان الحياة للبلاد، مساهمَين بأكثر من 95% من الناتج المحلي الإجمالي.
الحذر الحذر
إلى ذلك تتصاعد التحذيرات من تأثير انخفاض النفط على الموازنة العامة في العراق ومدى تأثير ذلك على زيادة العجز في الموازنة والذي يقدر في وقت إقرار الموازنة بنحو (47) مليار دولار، خصوصاً أن الموازنة تعتمد على أسعار النفط بشكل أساس وبنسبة تفوق الـ (95٪) كمورد لها.
والى البصرة حيث يشهد خامها خسائر أسبوعية بقيمة 5 دولار أو ما نسبته 2٪ نتيجة الانخفاض العالمي لأسعار النفط، فيما يرى مراقبون:” المثير في الأمر الاحدث المربكة تتسارع بأسعار النفط حيث شهدت بعض الانخفاضات ولكن ما دامت أسعار النفط فوق الـ(70) دولار فإن العراق في مأمن والعجز المخطط له هو (47) مليار دولار ، لكنهم اكدوا انه في حال انخفضت تحت الـ(70) دولار ولو لدولار واحد فإن ذلك يعمل على زيادة العجز بنسبة كبيرة تصل إلى 1.2 مليار دولار في حال استمرار الانخفاض لسنة الواحدة وهذا سيشكل ضغطا كبيرا على الموازنة.
كما تشير المعطيات الى بقاء أسعار 70 دولارا وعودتها للارتفاع من جديد قرابة 80 دولارا بناءً على خطة عمل (أوبك) و(اوبك بلس)، والعراق سوف يكون مستفيداً، أما الخسائر الأسبوعية للعراق حالياً تعود إلى تذبذب أو تراجع الطلب الآسيوي وخاصة في الهند والصين.
وقال الخبير الاستراتيجي علاء العزاوي:” ان هذا الإجراء سيعزز من قيمة العملة المحلية التي تعاني الارباك بسبب تذبذب أسعار صرف الدولار في الأسواق العراقية .
وذكر العزاوي لوكالة “عراق اوبزيرفر ” ان الاهم في هذا الإجراء بيع النفط بالدينار ” البترو دينار سيمكن العملة العراقية من دخول الاسواق العالمية كنا فعلت روسيا من قبل وباعت نفطها بالعملة المحلية.
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن الاهم هو الدينار العراقي سيدخل مرحلة جديدة في العلاقات التجارية العالمية، وقد تضعف موقف الدولار داخل العراق.
مسلسل الخسائر الى أين؟
وسجل خام البصرة الثقيل والمتوسط خسائر أسبوعية مع تسجيل أسعار النفط العالمي خسائر بأكثر من 2%.، فيما أغلق خام البصرة الثقيل في آخر جلسة له على ارتفاع بلغ 1.8 دولار ليصل إلى 72.47 دولارا.
وسجل خسائر أسبوعية بلغت 3.25 دولارات، فيما أغلق خام البصرة المتوسط في آخر جلسة له على ارتفاع بلغ 1.8 دولار ليصل إلى 75.47 دولارا، كما سجل خسائر أسبوعية بلغت 3.39 دولارات أو ما يعادل 3.92%، فيما سجل خام ‹برنت› خسائر أسبوعية بنسبة 1.2%، وسجل خام غرب تكساس الوسيط خسائر أسبوعية بنسبة 2.1%.
كما سجل الخامان أدنى مستوياتهما منذ أوائل يناير/كانون الثاني هذا الأسبوع، بعد أن خفّضت الحكومة الأمريكية بصورة حادة تقديراتها للوظائف التي أضافها أصحاب العمل في البلاد هذا العام حتى مارس/آذار المقبل.
من جهته قال مستشار السوداني للشؤون المالية مظهر محمد صالح:” أن “أي انحراف بين أسعار النفط (البترودولار) وسعر الصرف (البترودينار) على وفق معطيات السوق الدولية سيعد كلفة تقتضي التعويض بدفع دنانير أقل أو تحصيل دينار أعلى في الحالة المعاكسة”، مبيناً أن “العملات الاحتياطية الدولية هي عملات أجنبية تحتفظ بها البنوك المركزية والمؤسسات المالية العالمية كجزء من احتياطاتها النقدية.
وتُستخدم هذه العملات في المعاملات الدولية وتسوية الديون بين الدول، وتعد معياراً للمدفوعات الدولية وتسهيل التجارة العالمية”.
وقال صالح، أن “روسيا عانت الكثير عندما سعرت نفطها المصدرة بالروبل (البتروروبل) والروبل عملة غير احتياطية والتزمت بقيمة للروبل قومت بالذهب ابتداءً لضمان استقرار عائدات النفط ، وهنا خضع (البتروروبل) لدورتين من دورات الأصول وفي آن واحد (ما عقد من مشهد بيع النفط بالعملة المحلية واستقرار قيمة البتروروبل).
وتشير معطيات السوق الدولية بحسب صالح الى أن “الدورة الأولى: وهي ناجمة عن تأثير ما يسمى بدورة أصول الذهب وتأثيرها في قيمة (البتروروبل) أو العملة المحلية المقومة بالنفط المصدر.
أما الثانية والحديث لصالح: فهي دورة الأصول النفطية، وتأثيرها في قيمة برميل النفط خارج السعر العالمي وانعكاس ذلك على الإيرادات النفطية المسعرة بتلك العملة ،وأن “الدورتين هما دورات أصول تترابط وتتعاكس في آن واحد على قيمة (العملة المسعرة بالنفط المصدر مثل البتروروبل) ما جعل تسعير النفط الروسي بالروبل كعملة محلية وعلى وفق معطيات السوق النفطية العالمية مسألة شديدة التعقيد”.
وأشار الى أن “مبدأ استخدام الدينار كعملة محلية في المبادلات الدولية النفطية (البترودينار)، أمر لا يخلو من تحديات عديدة، مما يجب النظر في تلك التحديات المحتملة بعناية دقيقة، ولاسيما مسألة مرونة أو ثبات قيمة (البترودينار) نفسه الى التغيير والتقلب ، ولاسيما نحن في سوق النفط لسنا صانعي سعر فيها بل ممن يتلقى السعر price taker”.
ونوه بأن “سوق النفط العالمية ستكون المتحكم بتقلب العملة المحلية (البترودينار)، فضلاً عن أهمية الاعتراف الدولي بها، والبنية التحتية المالية اللازمة لدعم مثل هذه العمليات من (البترودينار).
واكمل:” بعبارة أخرى أن استراتيجية اعتماد قيمة العملة على صادرات النفط مباشرة قد يجعل قيمة العملة المحلية عرضة للتقلبات في السوق العالمية ،وأن “مقترح بيع النفط بالدينار كعملة محلية، يجب أن يأخذ بالاعتبار نظرية مهمة في التجارة العالمية ويطلق عليها بنظرية السعر الواحد (The Law of One Price) وهو مفهوم اقتصادي يفترض أن السلعة نفسها يجب أن تباع بالأسعار نفسها في جميع الأسواق عندما يتم التعبير عن السعر بنفس العملة.
مبيناً:” وذلك بشرط عدم وجود تكاليف نقل أو حواجز تجارية مثل التعريفات الجمركية وغيرها، إذ تعد نظرية السعر الواحد هنا أساساً للعديد من النماذج الاقتصادية والتجارية وتستند النظرية إلى افتراض أن الأسواق تعمل بكفاءة، وفقا للوكالة الرسمية”.
انهيار جديد
وتراجعت اسعار النفط بنحو 2 بالمئة، اليوم ، بفعل مخاوف من تأثير تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة والصين على الطلب على الطاقة، خاصة بعد أن ارتفعت الأسعار بأكثر من 7 بالمئة خلال الأيام الثلاثة السابقة.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.6 بالمئة وبمعدل 1.31 دولاراً للبرميل ليصبح سعره 80.12 دولاراً، وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.7 بالمئة وبمعدل 1.30 دولاراً للبرميل ليصبح سعره 76.12 دولاراً.
وارتفعت الأسعار بشدة خلال الأيام القليلة الماضية مع إشارة المحللين إلى الإغلاق المحتمل لحقول النغطفي ليبيا، والذي قد يحد من إنتاج الدولة العضو في أوبك والذي يبلغ نحو 1.2 مليون برميل يوميًا.
وأشار المحللون إلى التوترات في الشرق الاوسط في أعقاب تبادل إطلاق نار واسع النطاق بين إسرائيل وحزب الله المتحالفة مع إيران في لبنان في الأيام القليلة الماضية، وفقًا لوكالة رويترز.
وتأثرت أسعار النفط الخام في الآونة الأخيرة بالتوقعات المتزايدة بتخفيض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الامريكي) أسعار الفائدة الشهر المقبل، مما قد يعزز النمو الاقتصادي وبالتالي الطلب على النفط.
ومن المتوقع أن تُظهر البيانات الأمريكية أن شركات الطاقة سحبت النفط الخام الأسبوع الماضي من المخزونات للأسبوع الثامن من تسعة أسابيع.
وتوقع المحللون أن تسحب شركات الطاقة الأمريكية نحو ثلاثة ملايين برميل من الخام من المخزونات خلال الأسبوع المنتهي في 23 أغسطس/آب.
ومن المقرر أن يصدر معهد البترول الأمريكي بيانات مخزونات النفط الأمريكية الأسبوعية اليوم ، وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية .