الذكرى السنوية
اقتصادالعراقتحليلات

مضاربة الذهب بالدولار في السوق العراقية.. ما علاقة ايران ؟

بغداد/ عراق أوبزيرفر
وسط تذبذبات حادة في أسواق المعادن الثمينة، شهد سعر الذهب عالميًا قفزات قياسية تبعتها تراجعات مفاجئة، ما وضع المستثمرين والمراقبين في حالة ترقب دائم لمآلات هذا الارتفاع التاريخي.
وفي حين تجاوزت أونصة الذهب حاجز 3400 دولار مؤخرًا، عادت لتنخفض إلى ما دون 3330، مدفوعة بتحولات سياسية واقتصادية كبرى، أبرزها تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما اعتبره خبراء الاقتصاد إشارة مبكرة إلى بداية انفجار فقاعة الذهب العالمية.
ولم تقتصر التحولات هذه على الأسواق الدولية، بل وجدت طريقها سريعًا إلى السوق العراقية، حيث انعكست على أسعار الذهب في محال الصاغة ببغداد وأربيل والبصرة وباقي المحافظات.
وفي أربيل على سبيل المثال، ارتفع سعر غرام الذهب عيار 21 من 122 ألفًا إلى ما فوق 124 ألف دينار خلال يومين فقط، وهو معدل غير معتاد في السوق المحلية، ويعطي صورة عن حجم الضغط على الذهب كأداة ادخار بديلة وسط تراجع الثقة بالدولار كمخزن آمن للقيمة.

فقاعات تنتظر الانفجار
بدوره، أكد الباحث الاقتصادي علي دعدوش أن “الدولار والذهب في العالم بشكل عام، وفي العراق بشكل خاص، عبارة عن فقاعة تنتظر انفجارها”.
وأضاف لـ”عراق أوبزيرفر” أن “رغم ثبات الذهب في أوقات الاستقرار والأزمات، إلا أن انفجار الفقاعة لابد منه على المدى القريب والمتوسط”، مشيرًا إلى أن “علامة الانفجار على الصعيد العالمي ستكون الاتفاق الأمريكي الصيني وتخفيف الحرب التجارية، أما في العراق، فستكون بوادر الاتفاق الإيراني الأمريكي وتحويل المضاربة من الدولار إلى الذهب وبالعكس”.

ويشرح دعدوش أن الانخفاض الحالي في سعر صرف الدولار بالسوق الموازي العراقي يرتبط بعدة عوامل متداخلة، من أبرزها “التذبذب في العملة الإيرانية نتيجة المفاوضات الجارية، ما يؤثر مباشرة على استيراد البضائع من إيران، إضافة إلى زيادة المعروض من الدولار من قبل البنك المركزي العراقي”.
ووفق مؤشرات فإن التصاعد في أسعار الذهب بات يشكل ضغطًا جديدًا على المواطن العراقي، الذي لطالما لجأ إلى الذهب كملاذ آمن، خصوصًا في فترات التوتر الاقتصادي والسياسي.
ومع انخفاض ثقة السوق بالدينار العراقي، وغياب مؤشرات واضحة على استقرار سعر صرف الدولار، يبدو أن المضاربة على الذهب ستستمر، مدفوعة برغبة الأفراد والمؤسسات في الحفاظ على قيمة أموالهم، حتى لو كانت هذه المضاربة هي الشرارة التي تسرّع انفجار الفقاعة المنتظرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
document.addEventListener("DOMContentLoaded", function() { if (document.querySelector("nojq")) { document.querySelector("nojq").addEventListener("click", function() { console.log("Element clicked!"); }); } });