بغداد/ عراق اوبزيرفر
اربك الهجوم السيبراني يوم امس على لبنان حسابات الهدنة، والتي كان برعاية “مصرية اردنية” وعرض أمريكي لرئيس حركة حماس يحيى السنوار من جهة والرد الإيراني من جهة اخرى .
مراقبون يرون ان اسرائيل تمادت كثيرا في الاستهداف سواء في لبنان أو سورية أو اليمن وحتى إيران والعراق.
وقالوا: ربما بدفع هجوم امس السيبراني إلى استهداف اسرائيل مع الفصائل المتحالفة وقد تجر الشرق الأوسط إلى عواقب وخيمة.
ولفتوا إلى أن الهجوم السيبراني ” البيجر” قد يجر الى استهداف المصالح والقواعد الأمريكية المنتشرة هنا وهناك، فصلا عن ضرب اسرائيل وهذه المرة ستكون موجعة جدا حيث تأخر الرد الايراني بعد استهداف إسماعيل هنية في طهران”.
فيما تشير تقارير ان الهجوم السيبراني يوم امس كان ردا على الصواريخ الحوثية والتي تم اختراق حاجز الصوت مطلع الاسبوع الجاري”.
لكن متابعين للشان العسكري يرون ان هجوم الامس قد يجر الى حرب قد تعصف بالمنطقة دون استثناء.
وفي ذات الوقت هناك من قلل من المواجهة المباشرة حيث ذكرت وسائل إعلام غربية ان الضغط الداخلي والخارجي يزاد على نتنياهو والذي يحاول كسب المزيد من الوقت بعد ان خسر الكثير من رصيده رسميا وشعبيا وحتى غربيا.
احتياح بري
هذا وحذر دبلوماسيون عرب في العاصمة اللبنانية بيروت من ان الهجوم السيبراني الإسرائيلي الذي أوقع آلاف الإصابات في لبنان؛ قد يكون بداية لاجتياح عسكري بري وجوي اسرائيلي للبنان.
واضافوا في احاديث “لعراق أوبزيرفر” أن هذا السيناريو محتمل جداً حيث أن الهجوم السيبراني الإسرائيلي قد قطع عملياً بين قيادات وكوادر حزب الله من خلال استهداف أجهزة البيجر التي يعتمدون عليها في التواصل اليومي بينهم، بدليل وصول الإصابات إلى نحو 3000 شخص غالبيتهم من عناصر حزب الله، ما يعني أن القيادة والسيطرة في حزب الله قد تأثرت.
وأوضحوا: ان حكومة نتنياهو ظلت تتحين الفرص لابعاد حزب الله من الحدود الشمالية لا سيما بعد انتهائها من جبهة غزة، مشيرين إلى ان حكومة نتنياهو عليها ضغوطات هائلة لإعادة الإسرائيليين إلى مستوطناتهم التي تركوها منذ اندلاع حرب غزة بسبب القصف اليومي الذي يقوم به حزب الله لهذه المستوطنات.
واكدوا أن الهجوم السيبراني هو المرحلة الأولى من الخطة الاسرائيلية، التي ستلحقها المرحلة الثانية وهي القصف الجوي المكثف ثم المرحلة الثالثة وهي الاجتياح البري، لكنهم استدركوا بالقول ان هذا السيناريو مرتبط بالمعلومات الاستخبارية عن حجم فقدان حزب الله لمنظومته في التحكم والسيطرة.
وتابعت:” فإذا تيقنت اسرائيل ان الحزب ضعف في هذا الجانب بنسبة عالية، فإنها ستقدم بلا تردد خلال الساعات المقبلة بالهجوم على لبنان.
ونقلت يسرائيل هيوم عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله ان التوتر الشديد مع حزب الله وصل إلى حافة الهاوية.
وقالت هآرتس إن نتنياهو طلب من كبار القادة الأمنيين حضور اجتماع طارئ وتقديم خيارات لمواجهة تصعيد محتمل مع حزب الله.
صراع أعمق
وترى وزارة الخارجية الأمريكية، أن “نشاط” حركة حماس وجماعة الحوثي في العراق، قد يجر البلاد إلى صراعات إقليمية أعمق.
وقال ماثيو مؤشر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، في تصريحات صحفية تعليقا على مزاعم عن افتتاح حماس والحوثي “مكاتب سرية” في العاصمة العراقية بغداد.
مكتبان في بغداد
وفي وقت سابق، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا زعمت فيه أن حركة حماس وجماعة الحوثي، افتتحت كل منهما مكتبا لها في بغداد.
الصحيفة قالت أنه “لا توجد علامة على بوابة المكتب السياسي لحركة حماس في بغداد، وعنوانها سر يحافظ عليه، والأمر نفسه ينطبق على جماعة الحوثيين التي يبعد مكتبها مسافة قصيرة بالسيارة”.
وقال ميلر إن الخارجية الأمريكية شاركت الحكومة العراقية “مخاوف” الولايات المتحدة إزاء هذا الأمر.
وأفاد بأن “حماس والحوثيين تنظيمان إرهابيان حسب وصفه.
والسماح بنشاطهما في العراق يحمل مخاطر ازدياد عدد الجماعات المسلحة التي لها مصلحة في استخدام العنف لتقويض أهداف الحكومة العراقية المتمثلة في تحقيق الاستقرار والسيادة والنمو الاقتصادي”.
العراق المستقر
وأكد المتحدث الأمريكي أن موقف واشنطن “واضح للغاية” إزاء مزاعم افتتاح حماس والحوثي مكاتب لهما في بغداد.
وتابع: “ندعم العراق المستقر والآمن، ووجود هذه الجماعات داخله يهدد بجره إلى صراعات إقليمية أعمق، وقد شاركنا هذه المخاوف بشكل مباشر مع الحكومة العراقية”.
على صعيد آخر، قال ميلر إن المباحثات متواصلة بين واشنطن وبغداد فيما يخص انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
التحالف لم يعد ضروريا
اكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، امس الثلاثاء، ان إعلان انتهاء مهمة قوات التحالف بالعراق قريباً، فيما لفت الى ان العراق تحول من مرحلة الحروب إلى مرحلة الاستقرار.
وقال السوداني في مقابلة مع قناة ووكالة بلومبيرغ الأميريكية تابعتها “عراق اوبزيرفر”، ان “العراق دولة مهمة في أوبك وأوبك بلس وملتزم بخفض إنتاجه النفطي”، مؤكدا: “نحن ملتزمون بقرارات أوبك بالشكل الذي يحافظ على أسعار النفط والمعادلة بين مصلحة المنتجين والمستهلكين”.
واضاف: “نحن أمام خيارين بشأن تصدير النفط عبر ميناء جيهان أما تعديل العقود ورفضته الشركات المتعاقدة مع الإقليم أو تعديل قانون الموازنة وهذا الأمر يتطلب توافقاً سياسياً”.
وبشأن انهاء مهمة قوات التحالف، اشار السوداني الى ان “مبررات وجود التحالف الدولي بالعراق انتهت وعراق 2024 ليس عراق 2014″، مبينا ان “العراق تحول من مرحلة الحروب إلى مرحلة الاستقرار”.
وتابع: “داعش لا يمثل تهديداً إلى الدولة العراقية”، لافتا الى انه ” تم البدء بحوار صريح مع التحالف الدولي وشكلنا لجنة ثنائية من أجل ترتيب انسحاب قوات التحالف”.
واشار الى ان “انتهاء مهمة التحالف الدولي لا يعني انتهاء العلاقة بين العراق والولايات المتحدة بل العكس نخوض محادثات لبناء علاقات أمنية مستدامة وروابط اقتصادية وثقافية واجتماعية وعلمية”.
واوضح ان “إيران داعمة إلى العملية السياسية وجهود العراق في مكافحة الإرهاب”.
ولفت الى ان “العراق الدولة الوحيدة بالمنطقة تمتلك علاقات متميزة مع إيران والولايات المتحدة”
حذر أمريكي
عبّر مسؤولون أمريكيون عن انطباعات ممزوجة بالتفاؤل والحذر، بشأن قدرة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على إحداث أي خلخلة في جدار صلب شيدته المواقف المتشددة من جانب طرفيْ الحرب في غزة.
ووصل وزير الخارجية الأمريكي، في وقت سابق الأحد، إلى تل أبيب، في محاولة لدفع المباحثات الهادفة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وسط شكوك حول تحقيق “نتائج مضمونة” في هذا الجانب.
ويشير المسؤولون الأمريكيون إلى وجود تفاؤل جديد بإمكانية إتمام الاتفاق، ولكنهم حذروا أيضا من أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، وفق “رويترز”.
وجاء التفاؤل الأمريكي، في ظل تكرار الحديث عن قرب الوصول إلى اتفاق بشأن غزة، إلّا أن شروطاً أضافها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تضع حداً لهذا التفاؤل.
وانسجم ذلك مع “تفاؤل حذر” بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق، عبّر عنه كذلك فريق التفاوض الإسرائيلي، السبت، بحسب بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
أما الحذر الأمريكي، فيرتبط بالمخاوف من تصعيد إقليمي، إذ تهدد إيران بالرد على إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران في 31 يوليو/تموز.
وحذّرت واشنطن إيران مراراً وتكراراً، من المضي قدماً في أي عمل للثأر ضد إسرائيل.
وقال مسؤول أمريكي إن مثل هذا العمل قد يؤدي إلى عواقب “كارثية”، وخاصة بالنسبة لإيران.