العراقتحليلاتخاصرئيسية

إقامة فخمة وظهور استثنائي .. نور زهير يتحدى الجميع!

بغداد/ عراق أوبزيرفر

في قصر ذي فناء واسع، ومناظر خلابة، وأشياء فخمة، لا يبدو أنها في العراق، ظهر المتهم الأول والأبرز في تاريخ الدولة العراقية، نور زهير، للحديث عن براءته في مقابلة تلفزيونية أثارت استغراب الشارع العراقي.

نور زهير، الذي يعتبر المتهم الرئيسي في “سرقة القرن”، لم يحضر جلسة محاكمته، مما أثار تساؤلات حول أسباب غيابه وظهوره الإعلامي في وقت حساس، حيث تفتح هذه الحادثة الباب للتساؤل عن معايير العدالة في العراق، وهل يحصل جميع المتهمين على فرصة للظهور الإعلامي للدفاع عن أنفسهم قبل محاكمتهم؟.

وسرقة الأمانات الضريبية المعروفة بـ”سرقة القرن”، المقدّرة مبالغها بنحو 2.5 مليار دولار، على أقلّ تقدير، أظهرتها السلطات الرسمية منذ بداياتها كحدث منفرد، يحصل في منطقة معزولة، لا أحد يجدر به الوصول إليه.

وعلى الرغم من أن هذه السرقة باتت فضيحة على مستويات عديدة في العراق منذ انكشافها، مُظهِرة إلى أي مدى يمكن المضي بنهب أموال الدولة من دون عناء.

والمتورطون فيها هم شبكة واسعة من رجال أعمال وسياسيين بارزين ومسؤولين في الدولة، عُرفت وكُشفت أسماء بعضهم، وكان على رأسهم نور زهير، وأحاط الشك بهيثم الجبوري النائب والمستشار الحكومي السابق؛ شك سرعان ما تأكد لاحقاً.

لا تعود للدولة

وخلال برومو اللقاء التلفزيوني، قال زهير، إن “الأموال التي كانت بحوزته تعود لـصكوك ومعاملات مدققة من هيئة النزاهة، وهي ليست أموال دولة”، مشدداً بالقول: “ولا دينار واحد يعود للدولة”.

وأضاف زهير، أن “سرقة الأموال الضريبية يجب أن تسمى كذبة الأموال الضريبية”، لافتاً إلى أن “أحد النواب ممن يهرجون الآن طلب مني منزلاً بمساحة أرض تبلغ 1200 متر وبشرط أن يكون في شارع الاميرات (منطقة المنصور ببغداد)”.

وأكد زهير، أنه في حالة محاكمته فسيكشف كل الأسماء المتورطة في القضية خاصة إذا كانت المحاكمة علنية.

وكانت محكمة جنايات مكافحة الفساد المركزية، قد حددت اليوم الأربعاء الموافق 14 من شهر آب/أغسطس الجاري موعداً لمحاكمة “نور زهير”.

علامات استفهام

وأُخلي سبيل، نور زهير، على أساس مقايضة بإعادة الأموال المسروقة، حيث خرج ليعيش في قصوره وبيوته المتوزعة في بغداد، ولم يمر بمراكز التوقيف الملوّثة بالأمراض الجلدية، أو الأوضاع المأساوية للمعتقلات في العراق، دون أن تقدم الأجهزة المعنية، سبباً واحداً لمنح كل هذه الاستثناءات والتسهيلات لمتهمين في قضيّة سرقة القرن، في الوقت الذي لا تزال الإجراءات القانونية والقضائية عالقة!

ويطرح الظهور الأخير علامات استفهام حول من يقف وراء نور زهير وما هي القوة التي تدعمه، خصوصاً أن القضية التي تتعلق بسرقة مليارات الدولارات من الأموال العامة تعتبر من أكبر قضايا الفساد في العراق، حيث أثارت هذه الفرصة التي أتيحت له لتقديم دفاعه إعلامياً قبل المثول أمام القضاء تساؤلات حول وجود دعم قوي من جهات نافذة.

وأثار ظهور زهير، صدمة واسعة في الشارع العراقي، حيث يشعر الكثيرون بالغضب والإحباط من مسار الإجراءات والفساد الذي يعصف بالدولة، بينما ينتظر المواطنون محاسبة المسؤولين عن سرقة الأموال العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى