تحليلاتخاصرئيسية

بعد تسجيل مئات الإصابات بالحصبة.. هل تحول العراق إلى بؤرة للأمراض ؟

لا يكاد يخلو العراق من مرض، حتى يجتاح آخر، الأجواء ويثير الهلع في صفوف مواطنيه، في ظل نظام صحي مهترئ، ويعاني كثيراً بسبب تهالك البنى التحتية، وفي آخر الأمراض المسجلة داخل العراق، جاء مرض الحصبة الذي انتشر في عدة محافظات ليضيف عبئا آخر إلى السلطات الطبية.

وأعلنت لجنة الصحة النيابية استعداد وزارة الصحة لتلقيح اكثر من 8 ملايين تلميذ في مدارس العراق الابتدائية عبر 8 الآف فرقة جوالة بعد انتهاء شهر رمضان.

وأكدت وزارة الصحة العراقية، أن العراق سجل زيادة بعدد الإصابات بالحصبة عن المعدل الطبيعي، منذ العام الماضي بشكل تدريجي، واستمرت هذه الزيادة حتى العام الحالي 2024 في جميع المحافظات بنسب متفاوتة.

وسجلت محافظات بغداد، وكركوك والنجف وديالى، وميسان إصابات بمرض الحصبة، حيث يشير مسؤولون إلى أن هذا المرض هو نتيجة موجة عالمية لا تقتصر على العراق فقط، وإنما دول العالم جميعاً تعاني منه، حيث أن طبيعة هذا الفيروس تنتشر كل 4 سنوات وتأتي بطور جديد، مشيرين إلى أن ارتفاع الإصابات في العراق يعود لتخلي غالبية المواطنين عن أخذ اللقاحات، بعد ظهور وباء كورونا، وكذلك كثافة التجمعات السكانية وعدم الالتزام بالتوصيات الصحية.

وتكشف الأرقام عن تسجيل أكثر من 500 إصابة خلال الفترة الماضية في محافظتي النجف وذي قار.

أما في محافظة ديالى، فقد كشفت دائرة صحة المحافظة عن تسجيل إصابات بالمرض في 6 مناطق داخل المحافظة، فيما اشارت الى انها تستعد لتحصين 300 ألف طفل.

وقال الناطق باسم دائرة صحة ديالى فارس العزاوي في تصريح صحفي، إن دائرته سجلت وبشكل رسمي العشرات من إصابات مرض الحصبة في 6 مناطق داخل ديالى في الأسابيع الأخيرة في مشهد اثار قلق بالأوساط الطبية.

وأضاف، أن دائرته اقرت بالتنسيق مع وزارة الصحة اطلاق خطة تلقيح ستشمل اكثر من 300 ألف طفل في ديالى مع زيارة أكثر من 1000 مدرسة عبر نحو 400 فرقة جوالة، مشيراً إلى أن التلقيح ضد مرض الحصبة مهم جدا لمنع انتشار الإصابات والسعي الى احتوائها وفق البرنامج الوقائي المعتمد بالتنسيق مع وزارة الصحة.

ماذا يقول المختصون ؟

ويرى أطباء مختصون أن نقص المياه الصالحة للشرب سبب رئيس في انتشار هذا المرض حيث إنه لا يتمتع بالصرف الصحي خارج المدن إلا خمس محافظة عراقية في حين يتم إلقاء 95% من منتجات الصرف الصحي في مجاري المياه، ففي العاصمة بغداد، يتم تصريف ثلث مياه الصرف والمجاري بصورة صحية، بينما تذهب نسبة الثلثين في مياه نهر دجلة بطريقة غير صحية وهذا سبب كاف لتلوث المياه بدرجة خطيرة.

وتمثل قلة النظافة وتلوث المياه بمثل هذه الدرجات الخطيرة سببان رئيسيان للإصابة بالأمراض ومن بينها الحصبة والكوليرا.

ويعد مرض الحصبة من الإمراض الفايروسية الانتقالية الحادة والمعدية التي تصيب الأطفال وتسبب لهم بعض المضاعفات التي تكون خطيرة في بعض الأحيان، ومن أعراض المرض ارتفاع درجة حرارة المصاب إضافة إلى رشح وسعال ورمد، يتبع ذلك طفح على جميع أجزاء الجسم.

يشار إلى انه في عام 1963 توصل فريق من علماء الفيروسات، وعلى رأسهم الباحث الأميركي رجون فرانكلين اندروز، إلى إنتاج لقاح مضاد لهذا المرض، ومع بداية تسعينيات القرن الماضي أدى هذا اللقاح إلى نُدرة انتشار المرض في بعض الدول.

 

 

اليوم: الاحد

التاريخ: 17-3-2024

المحرر: س . أ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى