تحليلاتخاص

موظفو كردستان أملهم غائب ولسان حالهم يقول: بأي حال تُقام الانتخابات؟

السليمانية/ عراق أوبزيرفر

أصبح إقليم كردستان العراق ملزَما بإجراء الانتخابات التشريعية في العاشر من حزيران – يونيو المقبل وفق المرسوم الصادر من رئاسة الإقليم، على رغم الظروف السياسية والأزمات اقتصادية غير مسبوقة منذ نشأته ككيان دستوري مدعوم دوليا ضمن الدولة العراقية الفيدرالية.

وجددت المحكمة الاتحادية العليا في بغداد التأكيد ثانية على إلزام الجهات السياسية وحكومة إقليم كردستان بإجراء الانتخابات البرلمانية والتي تأخرت نحو سنتين بسبب الخلافات السياسية والمشاحنات القائمة بين الأطراف الرئيسة خاصة بين الحزبين الرئيسيين الاتحاد الوطني بقيادة بافل جلال طالباني، والحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني.

ولغاية الآن لا يعرف على وجه الدقة، كيف ستجري هذه الانتخابات بعد انسحاب الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهو الحاكم الفعلي في الإقليم، وتخضع له جميع المؤسسات في كردستان.

وتشير مراكز صحافية إلى أن معظم المواطنين قد يقاطعون عملية الاقتراع برمتها بسبب عدم قناعتهم بالحياة السياسية والبرلمانية في إقليم كردستان وهذه الآراء تعكس بؤس الحياة المعيشية والضائقة المالية للمواطنين خاصة وسط شريحة الموظفين الحكوميين الذين يرزحون تحت وطأة تأخر رواتبهم الشهرية.

وما يجعل هذه الانتخابات مشكوك بإجرائها، فإن أوضاع المواطنين الكرد، ترزح تحت الفقر والحرمان، بسبب غياب رواتبهم وعدم انتظام توزيعها، منذ أكثر من 10 سنوات، وهي مدة كفيلة بأن تجعل الجميع عازف عن هذا الانتخابات، لعدم إيمانه بالقوى السياسية والأحزاب.

احتجاجات في السليمانية

ومنذ أيام تشهد محافظة السليمانية، احتجاجات واسعة لشرائح مختلفة من المجتمع وهي تطالب بإنصافها وحقوقها، وصرف رواتبها، حيث وصلت الأزمة حد الاعتصام الذي أعلن عنه الأطباء في المحافظة، ما ألقى بظلاله على واقع المستشفيات في المدينة التي تعاني هي الأخرى من نقص في الأدوية والموظفين والطواقم الطبية.

وتسود حالة من غياب الأمل لدى المواطن الكردي، فبعد مفاوضات استمرت أكثر من 14 عاماً بين المركز والإقليم حول المرتبات المالية لم يحصل المواطنون على رواتبهم، التي تبعثرت وتأخرت عن موعدها، وذهب بعضها أدراج الوعود السياسية، ما يجعلهم في حيرة من أمرهم، تجاه أي عملية سياسية.

وهنا يقول مواطنون، إن إجراء أي عملية انتخابية في مثل تلك الأوضاع تمثل عبثا وتلاعباً بمشاعر المواطن الذي يبحث عن قوت يومه، في وقت ينغمس فيه السياسيون بإقامة الانتخابات لتوزيع المقاعد مجدداً بين أحزابهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى