هل تطوي اسرائيل صفحة رفح بعد تعليق السلاح الأمريكي؟‎

أفاد موقع “واللا” الإخباري العبري، الخميس، أنه على الرغم من تهديدات الرئيس الأمريكي جو بايدن غير المسبوقة بتعليق شحنات الأسلحة والذخائر، إلا أن الجيش الإسرائيلي يعمل على توسيع العمليات البرية نحو الأحياء الشرقية من مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

وذكر الموقع أن المستوى السياسي، بصدد حسم القرار الأخير بشأن ما إذا كانت العمليات العسكرية في المدينة ستتسع في الفترة المقبلة، وربما يحسم القرار، اليوم.

وقال: “على الرغم من الضغوط التي تمارسها واشنطن، بدأت قوات الفرقة 162 بقيادة العميد ايتسيك كوهين، الليلة الماضية، بتوسيع العمليات البرية نحو الأحياء الشرقية من رفح”.

من بين المبررات التي تتذرع بها إسرائيل في اتجاه توسيع العمليات في رفح بأن هدفها السيطرة على المناطق التي أطلقت منها قذائف صاروخية من قبل حركة حماس، قبل أيام، صوب معبر كرم أبو سالم، وأدت إلى مقتل وإصابة جنود.

وحدَّد الموقع أهدافًا أخرى، منها استمرار سيطرة الجيش على معبر رفح وتدمير قدرات حماس ومنعها من معاودة إطلاق القذائف، والقيام بعمليات تمشيط واسعة بحثًا عن أسلحة أو بنى تحتية تخص الحركة.

تل أبيب ترد

وأبلغت تل أبيب، البيت الأبيض، أنها أصيبت بحالة من الإحباط الشديد جراء تحذيرات الرئيس، وأن من بين أسباب الإحباط، التحذير ذاته، فضلًا عن تسريبه لوسائل الإعلام، ومن ثم تعتقد تل أبيب أن الأمر سيخدم موقف حماس، وفق ما أورده موقع “واللا”.

وأبلغت تل أبيب البيت الأبيض أيضًا، بحسب الموقع العبري، أن تعليق الشحنات من شأنه أن يقوض مفاوضات الأسرى، وأن توقيت إعلان بايدن بالتزامن مع مفاوضات القاهرة يضرب مفاوضات الأسرى ومحاولات الوصول إلى وقف لإطلاق النار.

وتزعم إسرائيل أن الموقف الذي أبداه بايدن يشجع حماس على تشديد مواقفها في المفاوضات، ويحول دون إمكانية الوصول إلى صفقة.

الاعتماد على الذات

صحيفة “يسرائيل هايوم”، نقلت، الخميس، عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، فضَّل عدم كشف هويته، أن سيناريو تعليق الأسلحة الأمريكية كان متوقعًا وجرى الاستعداد له من زاوية إنتاج الذخائر المطلوبة بشكل مستقل.

وقدَّر المصدر، أن الجيش الإسرائيلي سيواصل التقدم في رفح على الرغم من القرار الأمريكي، وقال: “يتعين توسيع العمليات العسكرية واحتلال كل رفح، هناك إجماع بالكابينت حول هذا الأمر”.

وعلَّل ذلك بأن توسيع العمليات سيعد رسالة للإدارة الأمريكية وللمجتمع الدولي ولمن أسماهم أعداء إسرائيل.

تهديد إسرائيلي

وذهب إلى أن فحوى الرسالة هي أن إسرائيل “ليست دولة تابعة لأمريكا، وأنها بلد مستقل”، قائلًا: “تلك رسالة مهمة لليوم وللمستقبل، إسرائيل ليست تابعة لأمريكا، حتى ولو كانت هناك صعوبات، يمكن التعاطي مع الأمر بشكل مستقل”.

وكانت عضوة الكنيست عن حزب (الليكود) الحاكم في إسرائيل طالي غوتليب، قد ذكرت أنه طالما لن توفر واشنطن القنابل الذكية لإسرائيل ستستخدم الأخيرة قنابل غير دقيقة وتدمر البنايات.

واضطر الناطق باسم البيت الأبيض للرد بأنه “لا يتعين عن الشخصيات الرسمية إطلاق مثل هذه التصريحات”، وفق قناة “الأخبار 12” العبرية.