رياضةعلوم وتكنولوجيا

هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل المدربين في كرة القدم؟

بغداد/ متابعة عراق أوبزيرفر

قبل سنوات ليست ببعيدة كان جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي السابق لكرة القدم، يرفض بشدة إدخال التكنولوجيا بشكل مبالغ فيه في الرياضة الأكثر شعبية في العالم.

مبررات بلاتر كانت أن الأخطاء جزء من متعة كرة القدم، وأن التكنولوجيا قد تذهب بتلك المتعة بعيدًا.

لكن الآن وبعد مرور سنوات على خروج بلاتر من حكومة كرة القدم العالمية وإبعاده عن أي نشاط يخص الرياضة المحبوبة، اتضح لنا بعض اللمحات الخطيرة من استخدام التكنولوجيا في كرة القدم.

حيث أعلن ليفربول مؤخرًا بشراكة مع نموذج ذكاء اصطناعي جديد من غوغل عن استخدام النادي الإنجليزي لذلك النموذج من أجل تحسين التعامل مع الركلات الركنية دون غيرها من الأمور.

ما هو نموذج غوغل لتحسين الركلات الركنية؟

النموذج يقوم ببساطة على دراسة عدد كبير للغاية من الركلات الركنية، ويحللها بشكل عميق من خلال خوارزميات تعليم الذات الخاصة به.

المذهل هنا أن النموذج ذلك لم يعتمد فقط على تعليم الذات، إنما حصل على كم بيانات هائل من قبل خبراء في نادي ليفربول، ودمج كل ذلك ليخرج بأفضل النتائج في كل حالة.

النموذج يدرس طول ووزن اللاعب وتمركزه في الملعب ومدى سرعته وطريقة تحركه عند تنفيذ الكرات الثابتة.

وبحسب ما ذكر البيان المشترك بين غوغل ونادي ليفربول فهؤلاء الخبراء كانوا يستعينون برأي النموذج في 90% من الحالات التي يقدم فيها المشورة، بدلًا من رأيهم التكتيكي الخاص بهم.

النموذج يخبر المدربين بمن هو اللاعب الذي يملك احتمالية أكبر للحصول على الكرة، وما إذا كان سيستطيع التسديد، وكم مرة نجحت التكتيكات المماثلة في المحاولات الماضية.

الذكاء الاصطناعي إلى أين؟

إذا كان النموذج الحديث الصنع تم تطويره على فريق واحد فقط من 20 فريقًا في الدوري الإنجليزي وأكثر من 90 فريقًا في الدوريات الخمس الكبرى، ومئات بل آلاف الفرق حول العالم، تكون تلك هي النتائج الخاصة به، فكيف ستكون الحال لو حصل على بيانات أكثر؟.

ببساطة ستكون النتيجة قريبة للمثالية، هذا يتعلق بذلك النموذج فقط، لكن ماذا لو تم صنع نموذج آخر للتصدي لتلك الحسابات المعقدة ولتحسين عملية الدفاع الخاصة بالفرق التي لا تمتلك النموذج الحالي في الركلات الركنية؟.

بل ماذا لو استعان فريقان بالنموذج ذاته مِن أجل تحسين مستواهما، أي فريق سيفضل الذكاء الاصطناعي ويمنحه النصيحة التي تؤثر في سير اللقاء لصالحه.

وقتها بدلًا من أن نرى صراعات فكرية بين مدربين في الركلات الثابتة ربما نرى صراعات بين عدة نماذج ذكاء اصطناعي يحاول كل منها أن يمنح فريقه الحل الأفضل.

ماذا سيحدث لو تم صنع نموذج لبقية الركلات الثابتة، ولركلات الجزاء ولطرق اللعب المفتوح المختلفة؟ هذا سيعني بالضرورة خلال سنوات قليلة التخلي عن مهنة المدير الفني بلا رجعة.

بدلًا من أن تكون الصدارة لفريق يقوده بيب غوارديولا ويصارعه يورغن كلوب وميكيل أرتيتا ستكون لفريق يتعاون مع غوغل ويصارعه آخر يتعاون مع أبل وثالث يتعاون مع ChatGPT.

متى يحل الذكاء الاصطناعي محل المدرب؟

محاولة غوغل وليفربول ليست الأولى في محاولات طويلة للغاية من أجل الحصول على فرص أفضل للتسجيل ولتحسين أداء الفرق سواء أكان فنيًا أم بدنيًا عن طريق التكنولوجيا.

بداية من تكنولوجيا خط المرمى، مرورًا بالروبوت الحارس الذي يدرب اللاعبين، والتحليل الدقيق لتكنيك تسديد كل لاعب للكرة والعمل على تحسينها، ووصولاً لما نحن عليه الآن، الطريق للوصول إلى تلك المرحلة كان طويلًا وشاقًا للغاية، لكنه يتطور ويتحسن بسرعة كبيرة مؤخرًا.

على سبيل المثال، كانت أولى محاولات ليفربول لمثل ذلك التعاون قبل خمس سنوات فقط في عام 2019، وكان من المفترض للنموذج محل البحث أن يكون أشمل ويقدم مشورات فنية على مجال أوسع وتم منحه اسم “تاكتيكال”، لكن لاحقًا ولأن الإمكانات لم تسمح بذلك تم قصر الأمر على تطوير نموذج مختص بالركلات الركنية.

أحد الباحثين العاملين على ذلك النموذج ويدعى بيتر فيليكوفيتش، أكد في تصريحات أن الهدف من تطوير تلك النماذج ليس استبدال العقل البشري، لكن العمل على “تاكتيكال”، ويؤكد أن العمل على مثل تلك النماذج لن يتوقف، وقريبًا ربما لن نرى مدربًا يقف على الخط، وبدلًا من ذلك سنجد أحد الباحثين أو الفنيين القادرين على التعامل مع الذكاء الاصطناعي يتواجد فقط لتنفيذ تعليماته وليكون همزة وصل مع اللاعبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى