
بغداد / عراق أوبزيرفر
حالة من التردد والقلق تعيشها الفصائل العراقية، في ظل تصاعد التهديدات الأميركية الداعية إلى تفكيكها أو الحد من نفوذها، ما يضعها أمام خيارات صعبة تتعلق بمستقبل وجودها ودورها في الساحة العراقية والإقليمية.
وبينما تتمسك هذه الفصائل بانتمائها لمحور “المقاومة” وتعتبر نفسها جزءاً من مشروع إقليمي واسع، تتعرض لضغوط متزايدة تُطالبها بإلقاء السلاح والخروج من المعادلة العسكرية.
وفي المقابل، تجد الحكومة العراقية نفسها في موقف محرج، إذ تسعى إلى النأي بالبلاد عن أي تصعيد إقليمي أو تدخل خارجي، لكنها في الوقت نفسه تواجه معضلة داخلية تتعلق بكيفية التعامل مع الفصائل المسلحة التي تشكل جزءاً من المشهد السياسي والأمني، وبعضها مرتبط بالحشد الشعبي الذي يُعد مؤسسة رسمية.
منعطف خطير
بدوره أكد الخبير الأمني مخلد حازم أن “العراق يمر بمنعطف خطير كونه ليس بعيداً مما يحصل في المنطقة على اعتبار ان الفصائل هي جزء من محور المقاومة ووحدة الساحات وبالتالي فإن القرارات التي تصدر ليست من الحكومة العراقية التي تحاول باستمرار النأي بالعراق عن أي خطر خارجي”.
وقال حازم لـ”عراق أوبزيرفر”، إن “هنالك تحذيرات وصلت إلى الحكومة العراقية من الجانب الأمريكي بانه يجب ان يكون للحكومة دور في عملية كبح جماح الفصائل وإنهاء دورها في المنطقة، “مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة شملت الحشد الشعبي بهذه التحذيرات مدعيةً أن له اذرع في فصائل المقاومة”.
وأضاف، انه “يجب على العراق التعامل مع سياسة ترامب بحذر كونه لا يمكن التنبؤ بسياسته وتصرفاته، كما ان ما حصل في دول المنطقة كلبنان وسوريا واليمن ينذر بوجود خطر على العراق”.
وتنطلق هذا الأسبوع في سلطنة عُمان جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، وتهدف المحادثات إلى خفض التوتر في المنطقة، ومعالجة ملفات أبرزها البرنامج النووي والعقوبات الاقتصادية، وسط تكهنات بأن الساحة العراقية قد تكون جزءًا من التفاهمات غير المعلنة بين الطرفين.
وشدد مختصون في الشأن العراقي على ضرورة أن تتعامل بغداد مع المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران بمنطق المصالح لا الانحياز، مؤكدين أن الحفاظ على الاستقرار الداخلي يتطلب موقفًا متوازنًا، يضمن عدم انجرار العراق إلى محاور الصراع، مع الاستفادة القصوى من أي تهدئة إقليمية محتملة.