البصرة/ عراق اوبزيرفر
حزن يخيم على محافظة البصرة الغنية بالنفط، إثر الحادث المروع الذي فجع به أهالي قضاء الهارثة، عندما صدمت شاحنة كبيرة، كانت مسرعة، تلاميذ مدرسة السيدة زينب الابتدائية المختلطة في منطقة المشان.
وبحسب شهود عيان، فإنه عند عبور الأطفال الشارع العام ووصولهم إلى منطقة ترابية صدمتهم شاحنة هينو مسرعة محملة بالألبان، إذ يبدو أن السائق فقد السيطرة على السيارة، فبعدما دهس الأطفال صدم سيارة كانت متوقفة وثم عمود الكهرباء وتوقف.
وبحسب آخر تصريحات المسؤولين في الصحة ودائرة المرور هناك، فإن 6 وفيات و9 جرحى، سُجل لغاية الآن، من الطلبة الذين كانوا يرومون العبور إلى الناحية الأخرى من الشارع.
بدوره، ذكر مصدر مطلع في محافظة البصرة، أن “المسألة تتعلق بغياب جسر لعبور المشاة في هذه المنطقة القريبة من مدرسة السيدة زينب، وبرغم المناشدات المستمرة للحكومة المحلية والحكومة الاتحادية بإنشاء جسر، إلا أن الاستجابة لم تكن حاضرة، وقوبلت نداءات الأهالي بنوع من البرود، وعدم الاكتراث”.
وأضاف المصدر لـوكالة “عراق أوبزيرفر” أن “هناك نحو 9 تقاطعات في البصرة على هذه الشاكلة، حيث تحيط بها المخاطر، وقد تشهد (لا قدر الله)، حوادث مماثلة، بسبب غياب جسور المشاة”.
غضب واسع
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، حيال الحادثة التي أضحت دليلاً على تفشي الفساد المالي والإداري، وغياب البنى التحتية في مدن البلاد، في ظل الموازنات الانفجارية التي تُقر سنوياً.
بدوره، يرى الناشط المدني البصرة تحسين الحياني، إن “ما حصل يمثل نكبة كبيرة، وشاهداً عدلاً على إجرام السلطة في العراق عموماً، إذ أن المواطن آخر ما يكترثون له، وحياته ومعيشته ودراسته”.
وتساءل الحياني خلال حديثه لـ”عراق أوبزيرفر”، عن أن “هناك من يعتاش على الرمزيات الدينية، إذ أن المدارس تُسمى بأسماء الأئمة والصالحين، لكنها في واقع الحال تفتقر لأدنى مقومات السلامة، فهذه مدرسة السيدة زينب نرى أنها تعرض لنكبة كبيرة، جرّاء مصرع عدد من طلبتها”، مشدداً على ضرورة “إيلاء الأمر أهمية كبيرة، وعدم التهاون في أرواح العراقيين”.
وقررت محافظة البصرة الحداد 3 أيام على أرواح الضحايا، فيما أعلنت الحكومة المحلية الحداد ثلاثة أيام.
وأعادت الحادثة التساؤلات حول طرق الموت في البلاد، وغياب البنى التحتية وتهالك الطرق في أغلب مدن البلاد، وعدم إنجاز المشاريع.