
بغداد / عراق اوبزيرفر
في الثامن من آذار كل عام، يحتفل العالم بـ”اليوم العالمي للمرأة”، وهو مناسبة لتسليط الضوء على إنجازات النساء والتحديات التي تواجههن في مختلف الدول. وفي العراق، رغم الدور المحوري الذي لعبته المرأة في المجتمع، لا تزال تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالحقوق السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية.
رغم أن المرأة العراقية كانت من أوائل النساء العربيات اللواتي حصلن على حق التعليم والعمل والمشاركة السياسية، إلا أن العقود الماضية شهدت تراجعا كبيرا في أوضاعها بسبب الحروب والنزاعات وعدم الاستقرار السياسي.
تقول الناشطة في مجال حقوق المرأة حوراء الماجدي، “المرأة العراقية حققت إنجازات مهمة في مختلف القطاعات، لكن التحديات ما زالت كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالعنف الأسري، والمشاركة السياسية، والتمكين الاقتصادي. لا تزال نسبة تمثيل المرأة في المناصب القيادية متواضعة، كما أن الكثير من النساء يعانين من عدم تكافؤ الفرص في سوق العمل”.
وفقا لإحصائيات وزارة التخطيط العراقية، تبلغ نسبة مشاركة النساء في سوق العمل أقل من 14%، وهي نسبة منخفضة مقارنة بالدول المجاورة. بينما يشير تقرير لمنظمة الأمم المتحدة في عام 2023 إلى أن 1 من كل 3 نساء في العراق تعرضن للعنف الأسري.
وعلى الرغم أن المرأة تمثل 25% من البرلمان العراقي، إلا أن تمثيلها في المناصب التنفيذية العليا لا يزال ضعيفًا.
*المرأة العراقية والمشاركة السياسية
تعد المشاركة السياسية للمرأة العراقية أحد أبرز القضايا المطروحة في السنوات الأخيرة، حيث شهدت الانتخابات الماضية ارتفاعا نسبيا في عدد النائبات، لكن الكثير من الأصوات ترى أن هذا التمثيل لا يعكس تمكينا حقيقيا.
*المجتمع المدني ودوره في تمكين المرأة
تلعب المنظمات النسوية ومنظمات المجتمع المدني دورا مهما في تعزيز مكانة المرأة ومساعدتها على مواجهة التحديات، من خلال حملات التوعية، والمشاريع الاقتصادية، والمطالبة بتشريعات تحمي حقوق النساء.
تقول ربى الشمري، ناشطة مدنية نسوية، “نحاول تقديم الدعم القانوني والنفسي للنساء المعنفات، كما نعمل على مشاريع تمكين اقتصادي تساعد النساء في تحقيق الاستقلال المالي. لكننا بحاجة إلى دعم حكومي أكبر لتوسيع هذه المبادرات”.
وقبل أسبوع أعلن رئيس مجلس الوزراء، عن الخطة الوطنية الثالثة للمرأة والأمن والسلام للسنوات (2025-2030)، لتعزيز مشاركة النساء في صنع القرار، وتطوير آليات حماية النساء والأطفال من العنف، وتوفير الدعم للمتضررات من النزاعات، كما أعلن إطلاق منصة البيانات الوطنية المعنية بتوفير المعلومات والبيانات الدقيقة والمحدثة عن المرأة لمعالجة التحديات التي تواجهها.