تحليلاتخاصرئيسية

تزييف أصوات وانتحال صفات.. تقنيات الذكاء الصناعي تقتحم الصراعات السياسية

بغداد / عراق اوبزيرفر

يبدو أن تقنيات الذكاء الصناعي اقتحمت صراعات الكتل السياسية في العراق، لتصبح سلاحًا جديدًا في معركة التلاعب بالرأي العام واستهداف الشخصيات السياسية.

وباتت هذه التقنيات الحديثة وسيلة مؤثرة في حملة الاستهداف الممنهجة حيث تم تداول تسجيلات صوتية منسوبة لرئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، التي تُظهره وكأنه يتبنى مواقف معينة تجاه قادة سياسيين أو كتل بعينها.

وهذه التسجيلات التي وصفها التحالف بالمزيفة تتضمن مزاعم وتلفيقات عبر تقنيات متقدمة، مما أثار التساؤلات حول مدى تأثير الذكاء الصناعي في تشكيل الصورة العامة للمشهد السياسي العراقي.

ولم تكن الواقعة الأخيرة مجرد حادثة عابرة، بل نموذج لظاهرة متنامية في العراق، حيث أصبح استخدام تقنيات الذكاء الصناعي لتزوير التسجيلات الصوتية وتوجيه الرأي العام جزءًا من أدوات بعض الجهات في تصفية الحسابات السياسية.

وأكد التحالف أن هذه التسجيلات المفبركة تتضمن أصواتا منسوبة ليس فقط إلى الخنجر، بل أيضا إلى شخصيات سياسية أخرى مثل رافع العيساوي، مستخدمة أساليب تلفيق ذكية وخوارزميات متقدمة تعكس إمكانيات الذكاء الصناعي في تشكيل الواقع وخلق روايات بديلة تخدم أهداف الجهات المستفيدة.

الحقيقة مهددة!

من جانب آخر، يرى خبراء التواصل الاجتماعي أن هذه الظاهرة تثير القلق بشكل كبير، إذ يقول المختص في تقنيات الإعلانات والذكاء الصناعي، عبدالله العزاوي، لوكالة “عراق أوبزيرفر”: إن “الذكاء الصناعي قد يصبح سلاحا خطيرا في يد بعض الجهات التي تسعى للتأثير على المشهد السياسي وتشكيل وعي زائف لدى المواطنين”.
وأوضاف العزاوي لـ”عراق أوبزيرفر” أن “الاعتماد على تقنيات التلفيق الصوتي ومنتجة الفيديوهات قد يحول الحقيقة إلى مجرد رواية قابلة للتعديل حسب الأهواء، مما يعرض المجتمع لمخاطر التضليل المتعمد”.

ويؤكد العزاوي، أن “غياب الرقابة والقوانين الرادعة يزيد من خطر هذه التقنيات، حيث أصبح من السهل تحريف الأصوات والصور ونشر محتوى يهدف إلى التشويش وتغيير الحقائق”.

وتتجاوز هذه الأحداث مجرد استهداف شخصي أو أي سياسي آخر، بل تعكس تحديا جديدا يواجه الساحة السياسية العراقية في ظل تطور التكنولوجيا الحديثة التي تجعل من الممكن تصنيع وتعديل المحتوى ليظهر بشكل قريب من الواقع، ما يصعب اكتشافه والتصدي له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى