بغداد / عراق اوبزيرفر
على الرغم من الاستعدادات الحزبية والسياسية المتواصلة في العراق منذ أسابيع للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات المقررة في 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، إلا أن الحديث عن التأجيل يبقى قيد المناقشة، خصوصاً بعد إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الانسحاب من الانتخابات.
وبرغم انسحاب مرشحي التيار بشكل رسمي، إلا أن الكثير من مرشحي الظل، أو ممن يوالون التيار ولو بشكل غير رسمي، أيضاً أعلنوا انسحابهم، بعد صدور التوجيهات الأخيرة المتعلقة بمقاطعة الانتخابات، وهو ما أثار الكثير من التكهنات حول مستقبل الانتخابات، وفيما إذا كانت ستُجرى في موعدها.
ودعا الصدر أنصاره إلى مقاطعة انتخابات مجالس المحافظات، معتبراً في بيان، الأسبوع الماضي، أن “من أهم ما يميز القاعدة الصدرية هو وحدة صفها وطاعتها وإخلاصها… مشاركتكم للفاسدين تحزنني كثيراً ومقاطعتكم للانتخابات أمر يفرحني ويغيظ العدا، ويقلل من شرعية الانتخابات دولياً وداخلياً، ويقلص من هيمنة الفاسدين والتبعيين على عراقنا الحبيب. وأن الوضع العالمي والإقليمي يفيء على الأوضاع في العراق، ومعه يجب أن نكون على حذر واستعداد دائم فالعدو يتربص بعراقنا ومقدساتنا فانتبهوا رجاء”.
وفي الفترة الأخيرة، باشرت قيادات من داخل الإطار التنسيقي، خصوم الصدر التقليديين، إطلاق التحذيرات مما سمّته اختلال التوازن، بسبب دعوات المقاطعة للانتخابات، وهي إشارة فُهِم منها بأنها تحمل دلالات طائفية، إذ إن المقصود منها المدن المختلطة مذهبياً، وأن مقاطعة إحدى الطوائف في مثل هذه المدن ستمنح الأفضلية لطائفة أخرى.
لملمة الأغلبية الصامتة
وتعتقد أوساط مقربة من الصدر، أن الأخير يسعى إلى لملمة ما يعرف بالأغلبية الصامتة، وهم الجمهور الذي يرفض الانتخابات من دون الحاجة لإعلان المقاطعة، عبر تنظيمات معنوية وفتح أبواب العلاقات مع المدنيين من جديدة، باعتبار أن بعض الأحزاب والقوى المدنية، أيضاً قاطعت الانتخابات، كما هو الحال مع ائتلاف الوطنية، برئاسة إياد علاوي، وكذلك حركة امتداد.
وتطرق الصدر في حديثه إلى شرعية الانتخابات دولياً، في مسعى ربما لتوجيه رسائل إلى الدول الغربية والإقليمية مفادها أن النظام الحالي لا تنفع معه المحاولات الإصلاحية، لذلك لا بد من عزله عن الشعب، ليمثل نفسه فقط ولا يمثل العراقيين، وهو تطور لافت، إذ لطالما كان الصدر ينأى عن ربط الداخل بالخارج، لتثبيت استقلالية القرار الداخلي.