
بغداد/ عراق اوبزيرفر
يتجه العراق إلى إنهاء أزمة مخيم الهول السوري عبر استعادة مواطنيه من عائلات تنظيم داعش المقيمين فيه، وذلك بعد التأكد من عدم تورطهم في سفك الدماء، حيث أعلنت وزارة الهجرة، عن إعادة نحو 150 عائلة إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى.
ومنذ عامين، تكثف الحكومة العراقية في بغداد جهودها لمعالجة أزمة مخيم الهول السوري الواقع في محافظة الحسكة، بالقرب من الحدود العراقية مع محافظة نينوى.
ويعد المخيم مركزاً لوجود جنسيات عربية وأجنبية متنوعة، ويُقسَّم إلى عدة أقسام تشمل أسر وعائلات مقاتلي تنظيم “داعش”، إضافة إلى قسم خاص بالنازحين والمهجرين العراقيين الذين اضطروا للانسحاب مع التنظيم بعد هزيمته في المدن العراقية الحدودية مع سوريا.
كما يضم المخيم عراقيين مقيمين في سوريا منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، ما يجعل الأزمة أكثر تعقيداً ويتطلب جهداً دؤوباً لحلها.
تعبر أوساط إيزيدية في محافظة نينوى عن تحفظها على خطوة إعادة النازحين من مخيم الهول، متهمةً بعضهم بالارتباط بعناصر تنظيم “داعش” أو بالتعاطف معهم، ما يثير مخاوف من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تهديد الاستقرار والأمن في المناطق التي شهدت جرائم التنظيم سابقاً.
وقال عدي جوهر” عضو منظمة “يزدا” المعنية بشؤون الأيزيديين، إن “خطوة إعادة النازحين من مخيم الهول إلى مخيم الجدعة تثير تحفظات كبيرة لدى الأيزيديين، خاصة وأن هؤلاء النازحين قد تكون لديهم روابط أو تعاطف مع تنظيم داعش، وهو ما يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في المناطق التي شهدت جرائم مروعة بحق الأيزيديين”.
وأضاف جوهر، لـ”عراق أوبزيرفر” أن “النكبة التي تعرض لها الأيزيديون تستدعي مراعاة خاصة من الجهات المعنية، من خلال ضمان عدم مرور طريق مخيم الجدعة في طريق المناطق الأيزيدية، لتجنب أي احتكاك أو توترات جديدة قد تجرح هذه الأقلية التي ما زالت تعاني من آثار الإبادة الجماعية”.
18 دفعة
بدوره، أوضح وكيل وزارة الهجرة كريم النوري، أن “العراق يعد أول دولة تتمكن، من خلال لجنة أمنية مختصة، من تدقيق ملفات العائدين وإيواء 18 دفعة منهم في مركز الأمل للتأهيل المجتمعي في الجدعة”.
وأضاف النوري، أن “إجراءات التأهيل نُفذت بالتعاون مع 11 منظمة دولية، وبدعم من مستشارية الأمن القومي ووزارة الصحة، فضلاً عن مختصين وعلماء نفس، ما ساهم في إعادة الكثير من النازحين إلى مناطقهم من دون تسجيل أي خروقات أمنية”.
وتخشى بغداد من تداعيات محتملة قد تترتب على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، خصوصاً في ظل استمرار الخلافات بين الإدارة السورية في دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وتزداد المخاوف من أن يؤدي هذا التوتر إلى اضطرابات تهدد استقرار مخيم الهول والسجن القريب منه، المعروف باسم “سجن غويران”، الذي يضم الآلاف من مسلحي تنظيم “داعش”.