تحليلاتخاص

من العراق إلى أستراليا.. زعماء جريمة يديرون إمبراطورية عابرة للقارات!

عراق أوبزيرفر/ بغداد
تتسع رقعة الجريمة المنظمة التي تنشط عبر القارات، حيث تدير عصابات يقودها عراقيون تجارة غير مشروعة تمتد بين العراق، أستراليا، والسويد، كشفت فصولها وسائل إعلام سويدية.
وتتصاعد حدة النزاعات بين هذه العصابات، مما أدى إلى الكشف عن أنشطتها المحرمة، بعد تصفية أحد أبرز قادتها، سام عبد الرحيم، الذي اغتيل على يد مسلح في ساحة لوقوف السيارات داخل المجمع السكني الذي كان يقيم فيه، في إطار صراع محتدم بين مجموعات إجرامية متنافسة.
وبحسب وسائل اعلام استرالية، فإن سام عبد الرحيم، تعرض لإطلاق نار في موقف سيارات تحت الأرض في المجمع السكني الذي يقطنه في ملبورن بأستراليا، لكن العثور على الأشخاص الذين يقفون وراء قتله سيكون من الصعب على قوات الشرطة، لأن من يقف وراء قتله يتواجد في العراق ضمن شبكة معقدة من عصابات الجريمة المنظمة.


وتكشف معلومات أمنية متطابقة من مدينة ملبورن الأسترالية والعاصمة السويدية ستوكهولم أن قائمة أعداء عبد الرحيم تضم شخصيات بارزة في عالم الجريمة المنظمة في الشرق الأوسط، أبرزهم كاظم حمد، المعروف بلقب كاظم جاز، وأحمد الحمزة، وهما زعيما عصابات تدير تجارة المخدرات عبر الحدود، مع امتداد نشاطها إلى دول عدة، من بينها العراق.
وتتركز التحقيقات في أستراليا على صراعات مرتبطة بما يعرف بـ”حرب التبغ” في ملبورن، حيث واجه سام عبد الرحيم خصمه كاظم جاز، الذي يعد أحد أبرز زعماء هذه الحرب، إذ جرى ترحيله من أستراليا عام 2023 بعد إدانته بقضايا تتعلق بالاتجار بالمخدرات.
ومع ذلك، تؤكد تقارير أمنية أن جاز يواصل إدارة عملياته الإجرامية من العراق، حيث يستخدم ثروته في تمويل عمليات ترهيب واستهداف لمحال بيع التبغ في ملبورن، عبر تنفيذ هجمات بالقنابل ضد المتاجر التي لا تخضع لسيطرته، أو التي يمتلكها منافسوه، بهدف تعزيز نفوذه في السوق السوداء.
خلل أمني


بدوره أوضح العميد المتقاعد كمال الطائي، أن “تصاعد أنشطة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وامتداد نفوذها بين العراق وأستراليا والسويد، يعكس خللًا أمنيًا خطيرًا، خاصة عندما يتمكن زعماء العصابات من مواصلة إدارة شبكاتهم رغم ملاحقتهم قضائيًا”.
وأضاف الطائي لـ”عراق أوبزيرفر” أن “حالة كاظم جاز، الذي جرى ترحيله من أستراليا إلى العراق بعد إدانته بتهم الاتجار بالمخدرات، تطرح تساؤلات جوهرية حول كيفية تمكنه من الاستمرار في تنفيذ عمليات ترهيب في مدينة ملبورن، سواء كان خارج السجن أو داخله، ما يضعف ثقة الأجهزة الأمنية في قدرتها على مكافحة هذه الشبكات الإجرامية”.
وتثير هذه القضية تساؤلات قانونية وأمنية بشأن ملابسات ترحيل كاظم جاز إلى العراق، فكيف يتمكن من إدارة عصابته من هناك؟ وإذا كان حراً طليقاً، فإن ذلك يؤشر خرقًا أمنيًا يستوجب التوقف عنده، أما إذا كان يدير عملياته من داخل السجن، فالأمر يمثل – وفق مراقبين – طامة كبرى تستدعي تحقيقًا دوليًا موسعًا حول طبيعة النفوذ الذي يتمتع به زعماء الجريمة المنظمة، وقدرتهم على التحرك وإدارة شبكاتهم العابرة للحدود رغم الإجراءات الأمنية المفترضة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
document.addEventListener("DOMContentLoaded", function() { if (document.querySelector("nojq")) { document.querySelector("nojq").addEventListener("click", function() { console.log("Element clicked!"); }); } });