
بغداد/عراق أوبزيرفر
بعد أكثر من 40 عامًا من النزاع، أعلن حزب العمال الكوردستاني وقف إطلاق النار استجابةً لدعوة مؤسسه عبد الله أوجلان، في خطوة قد تفتح المجال لمفاوضات سلام جديدة مع الحكومة التركية.
هذا التطور لا يقتصر تأثيره على تركيا فحسب، بل يمتد أيضًا إلى إقليم كردستان العراق، الذي يرتبط بهذا الصراع سياسيًا وأمنيًا، خاصة في ظل وجود مقرات وعناصر للحزب في مناطقه الجبلية.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذه الخطوة بـ”الفرصة التاريخية” لإنهاء الإرهاب، لكنه شدّد على ضرورة مراقبة تنفيذها لضمان نجاح عملية السلام.
وقد تكون انعكاسات هذه الخطوة على إقليم كوردستان متعددة، فمن جهة، قد تؤدي إلى تقليل التوتر العسكري في المناطق الحدودية، ما ينعكس إيجابًا على الأوضاع الأمنية والاقتصادية.
مكاسب لإقليم كوردستان
من جهته أكد عضو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني غازي كاكائي أن “الأكراد بشكل عام وخصوصاً في تركيا ومنذ زمن طويل يبحثون عن الحل السلمي للقضية الكوردية حيث كانت هنالك مساع في فترات سابقة من قبل قيادات كردية وغير كردية والتي لم يكتب لها النجاح”.
وقال كاكائي في تصريح لـ”عراق أوبزيرفر”، إنه “من مصلحة الكورد في تركيا وحكومة انقرة حل الأزمة الكردية بصورة سلمية “مبيناً أن “دعوة قائد حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان لإلقاء السلاح في ظل التطور والتقدم الحالي من الناحية الديمقراطية وكذلك جائت الاستجابة من قبل حزب العمال ووقف اطلاق النار لاقت ترحيباً داخل كردستان وخارجة”.
وأضاف أنه “هذه التطورات ستلقي بظلالها على استقرار الوضع في إقليم كردستان في العراق وكذلك في سوريا وإيران وتركيا، كما سيكون له تأثير كبير من الناحية الاقتصادية”.
وتابع كاكائي أن “تواجد القوات التركية والقصف على الأراضي العراق هو بذريعة تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني والتي راح ضحيتها الكثير من المواطنين، لذلك في الأيام المقبلة لن يكون هنالك معنى لتواجد هذه القوات إقليم كردستان” مشيراً إلى “ضرورة ابداء الجانب التركي حسن النية وبدء الحوار للوصول إلى الحل النهائي لهذه الأزمة”.
ويُنظر إلى هذا التطور على أنه نقطة تحوّل محتملة في العلاقة بين الأكراد والحكومة التركية، لكن نجاحها يعتمد على مدى التزام الطرفين بتهيئة الظروف لحل سياسي مستدام.