تحليلاتخاص

واشنطن تغلق صنبور المساعدات.. آلاف العراقيين في الهول بلا طريق للعودة

بغداد/ عراق أوبزيرفر

تواجه الحكومة العراقية تحديات متزايدة في إعادة المواطنين من مخيم الهول، بعد تعليق الدعم الدولي لبرامج التأهيل والدمج، ما أدى إلى توقف استقبال دفعات جديدة من العائدين.

ويعيش آلاف العراقيين داخل المخيم في ظروف إنسانية متدهورة، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة مع استمرار تعليق عمليات النقل، وتشير تقارير إلى أن التأخير في الإعادة قد يؤدي إلى تداعيات أمنية واجتماعية خطيرة.

وأعلنت وزارة الهجرة العراقية تعليق نقل العائدين من مخيم الهول بسبب الضغوط المتزايدة على مراكز التأهيل، وعدم توفر الإمكانيات اللازمة لاستقبال دفعات جديدة، مؤكدة أن القرار يهدف إلى ضمان توفير الرعاية الكاملة للعائدين الحاليين قبل استئناف عمليات النقل.
وأضافت الوزارة أن آخر قافلة من العائدين وصلت في 23 شباط الماضي، وضمت 165 عائلة، أي ما مجموعه 605 أشخاص، ليكونوا ضمن برنامج إعادة التأهيل الذي يستغرق من 4 إلى 6 أشهر قبل دمجهم في المجتمع، مشيرة إلى أن تأجيل استقبال النازحين مؤقت، وأن الحكومة تعمل على توفير الموارد اللازمة لضمان استمرارية عمليات الإعادة مستقبلاً.

بدوره، قال مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، إن “الحكومة العراقية التزمت منذ عام 2021 بنقل رعاياها من مخيم الهول رغم الصعوبات الكبيرة، لكن بغداد تفاجأت بإيقاف دعم المنظمات الإنسانية من الجانب الأمريكي، ما أثر بشكل مباشر على عمليات إعادة النازحين”.

وأضاف الأعرجي لوكالة “فرانس برس” أن “العراق لا يستطيع بمفرده تحمل أعباء هذا الملف، خصوصاً مع توقف الدعم المخصص لمراكز التأهيل والدمج”، مشددًا على أن “المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته تجاه العوائل العالقة في المخيم، لأن التأخير في إعادتهم يزيد من المخاطر الإنسانية والأمنية”.

العودة مستمرة.. لكن بالجدول

بدوره أكد المتحدث باسم وزارة الهجرة علي عباس جهانكير أن “عمليات نقل اللاجئين من مخيم الهول لا تزال مستمرة وفق الجداول الزمنية التي وضعتها الحكومة، لكن قطع إمدادات المساعدات أثر بشكل كبير على عمل معظم المنظمات الإغاثية التي تعتمد في عملها على المساعدات”.

وأضاف لـ”عراق أوبزيرفر” أن “الحكومة العراقية تعتمد على مؤسستها القطاعية في قضية برامج اعادة اللاجئين حيث ان العمل مستمرة وفق توقيتات تم تحديدها”.

وأشار إلى أن “عملية التأهيل تشمل برامج نفسية واجتماعية وتعليمية لإعادة دمج العائدين في مجتمعاتهم المحلية وضمان استقرارهم بعد فترة طويلة من العيش في المخيمات”.

ووفق بيانات رسمية، يضم مخيم الهول حالياً نحو 60 ألف شخص من جنسيات مختلفة، بينهم أكثر من 15 ألف عراقي، أغلبهم من النساء والأطفال، يعيشون في ظروف إنسانية صعبة تحت إشراف الإدارة الذاتية الكردية.

وعلى مدار الأعوام الماضية، أعادت الحكومة العراقية نحو 13 ألف مواطن، في حين لا يزال أكثر من 15 ألف شخص بانتظار العودة، وسط تعثر برامج إعادة التأهيل وتأخير في عمليات النقل بسبب نقص التمويل والمساعدات الدولية.

وأثار قرار الإدارة الأمريكية إيقاف تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) تداعيات واسعة على المشاريع الإنسانية والتنموية في عدة دول، حيث تسبب في تعطيل برامج أساسية تشمل قطاعات الصحة، والتعليم، والبنية التحتية، ودعم الفئات الهشة.
ويواجه آلاف المستفيدين من هذه البرامج نقصاً حاداً في المساعدات، خاصة في المناطق التي تعتمد بشكل أساسي على التمويل الدولي لتأمين الاحتياجات الأساسية.

ومع توقف الدعم، باتت الحكومات والمنظمات المحلية أمام تحديات معقدة لإيجاد بدائل تضمن استمرار الخدمات، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمات الإنسانية في العديد من المناطق المتأثرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
document.addEventListener("DOMContentLoaded", function() { if (document.querySelector("nojq")) { document.querySelector("nojq").addEventListener("click", function() { console.log("Element clicked!"); }); } });