
بغداد/ عراق أوبزيرفر
تصاعدت التحذيرات في العراق من تنامي خطاب الطائفية والدعوات إلى التقسيم، في ظل تحولات لافتة يعيشها المشهد السياسي، تمثلت بإطلاق عدد من السياسيين المنتمين للمكون الشيعي تصريحات تدعو إلى “استقلال الجنوب العراقي”، بدعوى التعرض للابتزاز من قبل قوى سياسية أخرى بسبب ما يصفونه بـ”الحاكمية الشيعية”.
وتأتي هذه التصريحات في توقيت حساس يتزامن مع تغيرات إقليمية كبرى، من بينها ما يحصل في المشهد السوري، واليمني، الأمر الذي يفتح الباب أمام تساؤلات واسعة حول ما إذا كانت هذه الدعوات تمثل توجهاً حقيقياً نحو التقسيم، أم أنها مجرد ورقة ضغط تستخدم في خضم التوازنات السياسية المتأزمة.
وفي ظل التصريحات المتزايدة التي تروّج لفكرة “استقلال الجنوب العراقي” تحت عناوين مثل “الحاكمية الشيعية”، تصاعدت المخاوف من انزلاق الخطاب السياسي نحو تبني مشاريع تقسيم طائفية تهدد بنية الدولة العراقية.
تأثر علاقات العراق
وحذر الناشط المدني علي محمد عبود في تصريح لـ”عراق أوبزيرفر” من أن “الدعوة إلى إقامة دولة شيعية في العراق يمكن أن تتسبب في أضرار كبيرة تنعكس على نسيج المجتمع العراقي، باعتبار أن العراق يتميز بتعدد طوائفه وأديانه، وأي محاولة لتأسيس دولة على أساس طائفي قد تعمق الفجوة بين مكوناته، ما يهدد الوحدة الوطنية”، مشيراً إلى أن ” هذا النوع من التوجه قد يؤدي إلى تفاقم الصراعات الداخلية وخلق بيئة من التوتر والاحتقان بين الأطراف المختلفة، وهو ما يضعف الحكومة المركزية وقدرتها على إدارة البلاد بكفاءة”.
وأضاف عبود لـ”عراق أوبزيرفر” أن “علاقات العراق الدولية يمكن أن تتأثر سلبًا، خاصة مع الدول التي تتبنى سياسات مغايرة أو تخشى من انتقال الطائفية إلى أراضيها، مما يضع العراق في موقف معزول سياسيًا. على الصعيد الاقتصادي، الانقسامات والصراعات الناتجة عن هذا التوجه قد تعرقل الاستثمار والتنمية، وتزيد من معاناة الشعب”.
ولفت إلى أن “الأهم من ذلك، فقدان التعايش السلمي الذي ميز العراق لعقود، حيث يمكن أن تتحول الطائفية إلى أداة تفرقة بدلاً من أن تكون جزءًا من التنوع الثقافي والديني الذي يغني المجتمع”.
ويأتي هذا الطرح في وقت تواجه فيه طهران ضغوطاً متزايدة من الإدارة الأمريكية الجديدة، بالتزامن مع تراجع نفوذها في سوريا ولبنان، ما يدفع إلى التساؤل عما إذا كانت هذه الدعوات تنسجم مع رؤية إيرانية تهدف إلى إعادة ترتيب أوراقها في العراق، أم أنها تعبير عن حالة إحباط داخلي لدى بعض القوى من معادلة الحكم الحالية.