تحليلاتخاص

تظاهرات الناصرية.. “وريث تشرين” يحتج يومياً

بغداد/ عراق أوبزيرفر

منذ أشهر عدة، تشهد محافظة ذي قار، تظاهرات عدة، بعضها مطلبية لشرائح من المجتمع كالموظفين والمتقاعدين والخريجين، وأخرى مطالبة بإصلاح الاوضاع السياسية والاقتصادية ومحاربة الفساد، وتحقق تطلعات وآمال المواطنين.

ومنذ ليلة أمس، يشهد قضاءا سوق الشيوخ والفهود تظاهرات للمطالبة بإقالة المسؤولين ومحاسبة الشركات المنفذة للمشاريع الخدمية على رداءة التنفيذ، مؤكدين تعرض معظم الأحياء السكنية في القضاءين المذكورين للغرق، بعد موجة الأمطار الاخيرة.

وفي مسعى لتطويق هذه التظاهرات أعلن مجلس المحافظة تشكيل لجنة تحقيقية لمتابعة أعمال مشروع مجاري الفهود وتقديم تقرير عن أعمال المشروع في غضون خمسة ايام.

وكشفت الموجة المطرية الاخيرة في ذي قار عن سوء تنفيذ المشاريع الخدمية ولاسيما شبكات المجاري إذ تعرضت العديد من الدور السكنية للغرق نتيجة الامطار وطفح المجاري، كما كشفت عن حاجة الاحياء السكنية الفقيرة إلى المزيد من الخدمات وتأهيل البنى التحتية في قطاع المجاري وتعبيد الطرق وذلك لتفادي الأضرار الناجمة عن غزارة الأمطار وغرق الشوارع وتضرر المنازل.

وبعيداً عن تظاهرات الأمطار، فإن الناصرية لا تهدأ من الاحتجاجات التي تتكرر بشكل شبه يومي، وهو ما يجعلها في طليعة المدن الساعية إلى تحقيق الإصلاح وعدم السكوت عما تعيشه محافظات البلاد من تردٍ في الواقع الخدمي.

في السياق يرى الناشط ضياء المياحي، أن “الناصرية بالفعل لم تهدأ أبداً من الاحتجاجات منذ تظاهرات تشرين، وأصبحت هي الوريث الشرعي لهذه الاحتجاجات التي اندلعت رفضاً للظلم والتلاعب بمصير العراقيين، والارتهان لقرارات غير وطنية ومصلحية”.

وأضاف المياحي لـ”عراق أوبزيرفر” أن “مجلس المحافظة الجديد، وإن كان ينبغي أن يأخذ فرصته في تنفيذ برنامجه الخدمي، لكن هذا المسار معروف، بأنه غير مجدٍ، ولا يمكن أن يحدث شيء جيد بالفعل، فالشباب هنا غاضب من مجمل الأوضاع، بسبب التراكمات الماضية، وغياب أي أفق لتحقيق الإصلاح”.

الوضع الاقتصادي

وبحسب نواب ومسؤولين فإن أحد أسباب هذه التظاهرات المستمرة، هو الوضع الاقتصادي في المدينة، فضلاً عن سوء إدارة ملف المياه والزراعة بما أدى لنزوح كبير من أبناء الريف إلى المدينة، بالإضافة إلى المشكلة الأخرى وهي بأصحاب الشهادات العليا العاطلين عن العمل.

وخلال تظاهرات تشرين، نزفت الناصرية دم العشرات من أبنائها الذين سقطوا أثناء الصدامات مع القوات الأمنية، ما جعلها واحدة من المدن التي تعيش احتجاج مستمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى