تحليلاتخاص

تقلبات المناخ عجب عجاب.. تغيرات الأرض تذهب لأبعد الحدود!!

بغداد/ عراق أوبزيرفر

أمطار طوفانية، مطلع الشهر الخامس في العراق، وسيول فيضانية في الكثير من المحافظات، ورعد وبرق عاصف، فضلا ًعن فيضانات كبيرة في الولايات المتحدة، وثلوج وحبات برد كبير، في الصين، حيث يبدو أن تقلبات المناخ آخذة في التزايد بشكل لم تعهده البشرية من قبل.

وبحسب خبراء المناخ، فإن العراق لم يشهد مثل هذه الأمطار في مثل هذا التوقيت، منذ 4 عقود، وهو مثال بارز على تعمق التغيرات المناخية، وتأثيرها السريع على كوكب الأرض، المتمثل بالحرارة العالية صيفاً والتطرف في البرودة شتاء، فضلا ًعن تغيرات وتقلبات غير مألوفة، كهطول الأمطار في الأشهر الحارة، وحدوث الفيضانات في غير مواسمها.

وعاش العراقيون، أسبوعاً متلقباً بامتياز، حيث شهدت البلاد سيول كبيرة في محافظات أربيل ودهوك، فضلا ًعن محافظات شرقي البلاد، وبعض المدن الجنوبية، يُضاف إلى عواصف برق ورعد، حيث تزامن هذا المنخفض مع موسم حصاد الحنطة، حيث كبد المزارعين خسائر كبيرة، بسبب عدم استعداداهم الأمثل لمثل هذه الظروف.

وشهدت مواسم الصيف الماضية، درجات حرارة عالية غير مسبوقة، يعزوها مختصون إلى توليد الكهرباء والحرارة عن طريق حرق الوقود الأحفوري، حيث لا يزال توليد معظم كميات الكهرباء يتم عن طريق حرق الفحم أو الزيت أو الغاز، وينتج عن ذلك ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز – وهي غازات دفيئة قوية تغطي الأرض وتحبس حرارة الشمس.

على الصعيد العالمي، يأتي أكثر من ربع الكهرباء بقليل من طاقة الرياح والطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى التي ينبعث منها القليل من غازات الدفيئة أو الملوثات في الهواء، على عكس الوقود الأحفوري، وهو مسار تسعى الدول الكبرى تطويره، بما يضمن التخلص نهائيا من الوقود الاحفوري.

تحذيرات متأخرة!!
ويعزو العلماء وخبراء الأرصاد الجوية شدة العواصف إلى كمية كبيرة من الرطوبة التي ترتفع في الغلاف الجوي من ارتفاع درجة حرارة البحار قبل أن تهطل على شكل أمطار.

وقال فريق خبراء من العلماء في دراسة نشرت، الأسبوع الماضي، إن الاحتباس الحراري الناجم عن انبعاثات الوقود الأحفوري هو “على الأرجح” وراء الهطول القياسي للأمطار التي ضربت المنطقة.

وفي ظل الخسائر التي لحقت بالعراقيين سواء بالأرواح أو الممتلكات، أو المحاصيل الزراعية، طُرح تساؤل عن طبيعة الاستعدادات الحكومية وقدرة الجهات الرسمية على التعامل مع الكوارث الطبيعية، بهدف تقليل آثارها وتجنب الأضرار التي تُلحقها بالسكان، وهو ما بدا ضعيفاً، لجهة عمق الخسائر التي تكبدها العراقيون، خاصة في ظل التحذيرات المتأخرة التي أطلقتها هيئة الأنواء الجوية بشأن المنخفض الجوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى