
عراق أوبزيرفر/ بغداد
مع اقتراب الموسم الانتخابي في العراق، يستذكر المواطنون البرامج الانتخابية التي أعلنها مرشحوهم في الانتخابات السابقة، ويتساءلون عن مدى تنفيذ تلك الوعود على أرض الواقع.
وغالبًا ما تتضمن هذه البرامج وعودًا بتحسين الخدمات، وتعزيز الاقتصاد، ومكافحة الفساد، إلا أن الكثير منها يبقى حبرًا على ورق دون تحقيق يُذكر.
ومع اقتراب كل انتخابات نيابية، يبدأ المرشحون للبرلمان بطرح برامجهم الانتخابية بهدف كسب أصوات المواطنين، كما ينشرون هذه البرامج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويتحدثون عنها في المنتديات واللقاءات العامة، ساعين لإقناع الناخبين بقدرتهم على تحقيق التغيير المنشود.
وتركز هذه البرامج غالبًا على الإصلاح والتغيير وتحسين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والصحة والتعليم، كما تتضمن وعودًا بتوفير فرص عمل جديدة، وتعزيز الاقتصاد الوطني، ومكافحة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة.
لكن مع بدء أعمال مجلس النواب، ينتهي كل شيء، وتبدأ رحلة ضياع البوصلة النيابية والشعبية كذلك، حيث يسعى الناخبون للحصول على رقم هاتف مرشحهم فلا يجدونه، وتتبخر الوعود الانتخابية، كما يستمر واقع الخدمات المتردي وسوء الإدارة، وهو ما يولد حالة من الإحباط وفقدان الثقة بين المواطنين والطبقة السياسية.
تعزيز الثقة بالعملية السياسية
بدوره، أكد الباحث في الشأن السياسي حسن العامري أن “البرامج الانتخابية في العراق غالبا ما تكون وعودًا مؤقتة تهدف إلى كسب أصوات الناخبين، إذ يقتصر دور المرشحين على طرح شعارات براقة دون وجود آليات واضحة لتنفيذها أو متابعة تحقيقها بعد الفوز بالمقاعد البرلمانية”.
وأوضح العامري في تصريح لـ”عراق أوبزيرفر” أن “غياب المتابعة والمحاسبة من قبل الجهات الرقابية والمواطنين أنفسهم يجعل هذه الوعود تتكرر مع كل دورة انتخابية دون تغيير ملموس، حيث يستمر المرشحون بإطلاق نفس التعهدات التي سرعان ما تتلاشى بعد انتهاء الانتخابات، مما يعزز حالة فقدان الثقة بين الناخبين والطبقة السياسية”.
ومن المقرر أن يجري العراق انتخابات نيابية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، حيث تتسارع الاستعدادات، وأعلنت الحكومة تخصيص 400 مليار دينار لهذه الانتخابات، في وقت يأمل مواطنون أن تشهد هذه الانتخابات تغييرا حقيقيا في الأداء السياسي وتحقيق الوعود الانتخابية على أرض الواقع.
مع اقتراب موعد الانتخابات، يتطلع العراقيون إلى برامج انتخابية واقعية وقابلة للتنفيذ، تعكس احتياجاتهم وتطلعاتهم، كما يأملون في رؤية التزام حقيقي من قبل المرشحين بتنفيذ وعودهم، وتعزيز الثقة بين المواطن والعملية السياسية في البلاد.