
الكوفة/ عراق أوبزيرفر
كشف مصدر مقرب من زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر عن تعرضه لضغوطات قوية وصلت حد “التهديد” بحسب وصفه من جهات إيرانية نافذة.
وأوضح لمراسل عراق أوبزيرفر: ان الضغوطات الإيرانية على الصدر هي لثنيه عن قراره بمقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة.
واضاف: ان الصدر وصلته الرسالة الإيرانية بالفعل حيث سارع من جانبه للاتصال الهاتفي بجهات ايرانية اخرى، ابلغها بمضمون الرسالة التي وصلته من طهران معرباً عن رفضه لهذه الضغوطات واصراره على قراره بمقاطعة للانتخابات مهما كلفه الأمر، بحسب المصدر نفسه.
وكان الصدر، قد اعلن رسمياً عن مقاطعة الانتخابات المقبلة.
وجاء حديث الصدر ردا على سؤال حول دور أبناء التيار الوطني الشيعي في خضم الاستعدادات للانتخابات المقبلة، حيث رد الصدر: “الحمد لله الذي نجانا من القوم الفاسدين فإن الله تعالى لا يحب الفساد”.
وأضاف: “ليكن في علم الجميع ما دام الفساد موجودًا فلن أشارك في عملية انتخابية عرجاء لا هم لها إلا المصالح والطائفية والعرقية والحزبية، بعيدة كل البعد عن معاناة الشعب وعما يدور في المنطقة من كوارث كان سببها الرئيسي هو زج العراق وشعبه في محارق لا ناقة له بها ولا جمل كما يعبرون”.
وعلى الرغم من تسارع الحراك السياسي العراقي استعداداً للانتخابات المقررة في تشرين الأول المقبل، فإنه من الواضح ان هنالك تراجعاً في اهتمام الشارع العراقي بالاستحقاق السادس من نوعه منذ الغزو الأميركي للبلاد، فيما يرجع مراقبون ذلك إلى “الشعور باليأس”، من إمكانية أن تُحدث هذه الانتخابات أي تغيير حقيقي، خاصة أن الوجوه ذاتها والشعارات السابقة تتكرر في هذه الانتخابات منذ الآن.
ويقابل الشعب العراقي الحديث السياسي أو الحزبي بكل أنواع التندر والسخرية، في حالة تمثل تعاظم حالة الانفصال عن الواقع السياسي بعد سنوات الرفض والاحتجاج؛ التي تمثلت بمقاطعة الانتخابات والتظاهرات ثم التصويت العقابي لصالح جهات سياسية على حساب جهات سياسية أخرى.
ويعد هذا التطور، احدث مؤشر على استمرار النفوذ الإيراني في العراق الذي يعد التخلي عنه احد مطالب واشنطن من طهران التي تخضع لما تسميه ادارة ترمب “العقوبات القصوى” للتخلي عن برنامجها النووي وصواريخها الباليستية ودعمها لفصائل مسلحة في كل من العراق ولبنان واليمن، الأمر الذي ينكره الإيرانيون ويقولون إن هذه الفصائل مستقلة وتتحرك وفقاً لقراراتها الخاصة بها.